من طرف خبر جديد _ الصقر لم يعد طائر
دقٌ مهذب على باب الفصل .فيفتح أستاذ الرياضيات الباب ليرى من الطارق .. ترحيب حار .. وأشياء حدثت خارج الفصل لم نرها ... وفجأة .
دخل أستاذ اللغة العربية ( الأستاذ صبري ) متجها نحو ي وصائحا :
" يارائعة هوجو , ويا أنشودة شكسبير , وياأعجوبة بيتهوفن ... قم معي قم "
علمت من أسولبه الصافي وكلامه الطيب أنّه في ورطة . فسألته ونحن في الردهة المؤدية إلى حجرة مدير المدرسة عن السبب الذي يجعله يأخذني من فصلي في الحصة الأولى فكانت الإجابة :
"أنت تعلم أن المسابقات قد تأتي مفاجأة , وتعلم أيضا أنّها قد تقبل قبل الاستعداد لها "
قلت " وما شأني ؟" فأجاب بملءفمه وقد كنا على مشرف غرفة المدير " أعلم أنّك لا تحتاج لإستعداد ".
ولكن ماأعلمه أنا جيدا أنّه دوما يورطني في المتاعب .. ويرمي بعدها على قفاي تبعاتها .. ولكن .. أخ .. نسيت أن أسأل هذا الرجل .. ماذا تكون هذه المسابقة أصلا .. وهممت بسؤاله عندما أدركت أنّنا في غرفة المدير فعلا وأن هذا الحوار قائم .
المدير _ وهل قمتم بالإستعداد الكامل لهذه المسابقة .
أستاذ صبري _ وكيف لا , منذ أسبوع ونحن نتمرن .
( آااااه يازمن )
المدير _ تفضل تصريح الخروج .
وعلمت ونحن في الطريق أنها مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى , وأنه كان عليّ أن أقضي عدة ليالي على قراءة الموضوعات باللغة الفصحى حتى يعتاد لساني عليه , ولكن سبق السيف العذل (آااه لو أستطيع تهشيم رأس هذا الأستاذ ).
أستاذ صبري _ محمد بيك . ألن تتكرم بالنزول من السيارة .
ولكن محمد بيك كان ينظر إلى هذا الصرح العتيق والذي يمثل مبنى توجيه اللغة العربية .. نعم لقد زرته أول هذا العام ولكن لم تتح ليّ الفرصة لرؤيته من الخارج . ( فلقد أخذني الأستاذ صبري في مسابقة مماثلة ولكن كان يتعين علي حفظ ستون مقال من خطب السيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , ومائة واثنتان وتسعون من خطب السيد الرئيس الرحال محمد أنور السادات , وتسعمائة من خطب الرئيس الحالي .. نفخ الله في سرته , فكنت أسحب كالعميان وانا أحفظ هذه الصفحات ) .
صعدنا للدور الثالث , وتم تسليم أوراقي لدرجها في جداول الممتحنين , وجلست على مقعد كان هناك ونظرت للساعة وكانت التاسعة والربع .
وبمجرد رفع عيني من على الساعة وجدت رجلا يصرخ بصوت جبار " محمد عطية محمد " فانتفضت من مكناي وسألت مفزوعا _ " هل جرى لوالدي شر ؟!"
ولكن الرد كان محفزاً جدا _ " ادخل للإمتحان يامغفل "
وأدخلني غرفة مليئة بالكراسي فظننت باديء الأمر أنها سينما , وبصعوبة بالغة وجدت بشرا في نهاية الحجرة . وعرفت من هيئتهم المخيفة أنهم من سيقومون بامتحاني .
كانو ستة رجال وبينهم امرأة قوامها كجبل أحد , فسلمت وتحفزت ونظرت للرجال لعل أحدا منهم يتكرم ويسأل فلم أعلم من منهم الذي سيتكلم وفعلا " إن البقر تشابه علينا (سورة البقرة )".
ولكن مازاد العار أنّ أحدا من هؤلاء الرجال لم يسألني ولكن ظهر السؤال من فم تلك المرأة الرقيقة والتي خشيت من صوتها أن ينهد المبنى ( وقد علمت فيما بعد أنها مستشار الوزير ) .
حضرت المستشار _ اسمك محمد عطية
أجاب العبد لله _ نعم وفي الصف الثالث الثانوي وأدرس في مدرسة الإسماعيلية الثانوية .
حضرت المستشار _ أنا لم أسألك .
( لم أهتم واعتبرت أنّها تشكرني على إجابتي الوافية ).
حضرت المستشار _ محمد عطية .... تكلم عن الصأر ( الصقر ) .
( وطبعا كما ترون فقد أخطأت جناب المستشار ونطقت القاف همزة وهو مايقال في اللغة العامية ).
فأجاب العبد لله _"إنّه لأمر حكيم من جنابكم دعوتي للتكلم عن الصقر ... ففيه نثر الكتاب , وأغدق الشعراء وتفاصح المرتجلون ..زز..........."
(وطبعا صاحبكم لم ير في حياته موضوعا أتفه من مضوع الصقر ولكن آاااه يازمن ).
وأكمل العبد لله _ "إن الصقر يتميز بعين حادة وبصر ثاقب ومدى للرؤية يتعدى الأميال , ويطير الصقر بسرعة 185 في الساعة (وطبعا سرعة الصقر ضربة حظ فجناب المستشار ليست خبيرة صقور ..... ولقد لا حظت أنّهم يتمتمون بأشياء لكن صوتي يغطي ذلك ).
ولقد عنيّ الصيادون باقتناء الصقور وتربيتها واستعمالها في الصيد وقد تستخدم الصقور ليس لجلب الفرائس الصغيرة وحيب وإنما لإعاقة الفرائس الكبيرة حتى تلحقها كلاب الصيد "
وسكت لآخذ نفسي وبعدها أستأنف , ولكن سمعت ما كانوا يتمتمون به ولكنه أصبح صراخا بعد سكوتي .
اسكت .. اسكت .. اسكووووووووووووووت .
ولقد أصابت هذه الكلمات العبد لله باحتقان في الزور وتضخم في اللوز وأحس ببلل أطرافه من العرق ,
جناب المستشار _ قلت لك أيها الغبي تكلم عن الصأر ؟
العبدلله _ وهل تكلمت عن الحمار ؟!
جناب المستشار _ تكام أيها المغفل عن العادة الإجتماعية .. العادة الاجتماعية .. العادة الاجتماعية الذميمة والتي .... (وأسهبت ) .
وقبل أن تكمل أي كلمة أخرى تبين للعبد لله أن ماتعنيه هذه المرأة هو أن أتكلم عن الأخذ بالثأر .... ولكن لزوم لغة عاّمية استدعتها تنطق حرف الثاء ( صاد ).
وقبل أن تكمل أي كلمه أخرى كنت قد تركت قاعة الامتحان وخرجت وأنا أعيد على ذهني قول نبينا " لن يفلح قوم ولّو أمرهم إمرأة ".
وعندما وقفت أمام الأستاذ صبري كادت عاصفتي أن تنفجر في وجهه وسألته إن كان يستطيع أخذ أوراقي من الممتحنين لأني لا أرضي أن تكتب مثل هذه المرأة على ورقتي( ساقط ) وبعد قليل من المحايلات على الأستاذ صبري لم تتجاوز سوى الثلاث ساعات وافق وبعدها عدنا للمدرسة .
كانت الحصة السابعة الأخيرة , وكانت حصة الأحياء , وقفت أمام الباب
وسألت _ (هل تسمح ليّ بالدخول ؟)
أستاذ الأحياء _ ليس حتى تجيب على سؤالي ؟
العبد لله _ وماهو سؤالك ؟
الأستاذ _ إلى أي شعبة ينتمي الصقر ؟
وكانت الإجابة _ إلى شعبة الإجتماعيات .
دقٌ مهذب على باب الفصل .فيفتح أستاذ الرياضيات الباب ليرى من الطارق .. ترحيب حار .. وأشياء حدثت خارج الفصل لم نرها ... وفجأة .
دخل أستاذ اللغة العربية ( الأستاذ صبري ) متجها نحو ي وصائحا :
" يارائعة هوجو , ويا أنشودة شكسبير , وياأعجوبة بيتهوفن ... قم معي قم "
علمت من أسولبه الصافي وكلامه الطيب أنّه في ورطة . فسألته ونحن في الردهة المؤدية إلى حجرة مدير المدرسة عن السبب الذي يجعله يأخذني من فصلي في الحصة الأولى فكانت الإجابة :
"أنت تعلم أن المسابقات قد تأتي مفاجأة , وتعلم أيضا أنّها قد تقبل قبل الاستعداد لها "
قلت " وما شأني ؟" فأجاب بملءفمه وقد كنا على مشرف غرفة المدير " أعلم أنّك لا تحتاج لإستعداد ".
ولكن ماأعلمه أنا جيدا أنّه دوما يورطني في المتاعب .. ويرمي بعدها على قفاي تبعاتها .. ولكن .. أخ .. نسيت أن أسأل هذا الرجل .. ماذا تكون هذه المسابقة أصلا .. وهممت بسؤاله عندما أدركت أنّنا في غرفة المدير فعلا وأن هذا الحوار قائم .
المدير _ وهل قمتم بالإستعداد الكامل لهذه المسابقة .
أستاذ صبري _ وكيف لا , منذ أسبوع ونحن نتمرن .
( آااااه يازمن )
المدير _ تفضل تصريح الخروج .
وعلمت ونحن في الطريق أنها مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى , وأنه كان عليّ أن أقضي عدة ليالي على قراءة الموضوعات باللغة الفصحى حتى يعتاد لساني عليه , ولكن سبق السيف العذل (آااه لو أستطيع تهشيم رأس هذا الأستاذ ).
أستاذ صبري _ محمد بيك . ألن تتكرم بالنزول من السيارة .
ولكن محمد بيك كان ينظر إلى هذا الصرح العتيق والذي يمثل مبنى توجيه اللغة العربية .. نعم لقد زرته أول هذا العام ولكن لم تتح ليّ الفرصة لرؤيته من الخارج . ( فلقد أخذني الأستاذ صبري في مسابقة مماثلة ولكن كان يتعين علي حفظ ستون مقال من خطب السيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , ومائة واثنتان وتسعون من خطب السيد الرئيس الرحال محمد أنور السادات , وتسعمائة من خطب الرئيس الحالي .. نفخ الله في سرته , فكنت أسحب كالعميان وانا أحفظ هذه الصفحات ) .
صعدنا للدور الثالث , وتم تسليم أوراقي لدرجها في جداول الممتحنين , وجلست على مقعد كان هناك ونظرت للساعة وكانت التاسعة والربع .
وبمجرد رفع عيني من على الساعة وجدت رجلا يصرخ بصوت جبار " محمد عطية محمد " فانتفضت من مكناي وسألت مفزوعا _ " هل جرى لوالدي شر ؟!"
ولكن الرد كان محفزاً جدا _ " ادخل للإمتحان يامغفل "
وأدخلني غرفة مليئة بالكراسي فظننت باديء الأمر أنها سينما , وبصعوبة بالغة وجدت بشرا في نهاية الحجرة . وعرفت من هيئتهم المخيفة أنهم من سيقومون بامتحاني .
كانو ستة رجال وبينهم امرأة قوامها كجبل أحد , فسلمت وتحفزت ونظرت للرجال لعل أحدا منهم يتكرم ويسأل فلم أعلم من منهم الذي سيتكلم وفعلا " إن البقر تشابه علينا (سورة البقرة )".
ولكن مازاد العار أنّ أحدا من هؤلاء الرجال لم يسألني ولكن ظهر السؤال من فم تلك المرأة الرقيقة والتي خشيت من صوتها أن ينهد المبنى ( وقد علمت فيما بعد أنها مستشار الوزير ) .
حضرت المستشار _ اسمك محمد عطية
أجاب العبد لله _ نعم وفي الصف الثالث الثانوي وأدرس في مدرسة الإسماعيلية الثانوية .
حضرت المستشار _ أنا لم أسألك .
( لم أهتم واعتبرت أنّها تشكرني على إجابتي الوافية ).
حضرت المستشار _ محمد عطية .... تكلم عن الصأر ( الصقر ) .
( وطبعا كما ترون فقد أخطأت جناب المستشار ونطقت القاف همزة وهو مايقال في اللغة العامية ).
فأجاب العبد لله _"إنّه لأمر حكيم من جنابكم دعوتي للتكلم عن الصقر ... ففيه نثر الكتاب , وأغدق الشعراء وتفاصح المرتجلون ..زز..........."
(وطبعا صاحبكم لم ير في حياته موضوعا أتفه من مضوع الصقر ولكن آاااه يازمن ).
وأكمل العبد لله _ "إن الصقر يتميز بعين حادة وبصر ثاقب ومدى للرؤية يتعدى الأميال , ويطير الصقر بسرعة 185 في الساعة (وطبعا سرعة الصقر ضربة حظ فجناب المستشار ليست خبيرة صقور ..... ولقد لا حظت أنّهم يتمتمون بأشياء لكن صوتي يغطي ذلك ).
ولقد عنيّ الصيادون باقتناء الصقور وتربيتها واستعمالها في الصيد وقد تستخدم الصقور ليس لجلب الفرائس الصغيرة وحيب وإنما لإعاقة الفرائس الكبيرة حتى تلحقها كلاب الصيد "
وسكت لآخذ نفسي وبعدها أستأنف , ولكن سمعت ما كانوا يتمتمون به ولكنه أصبح صراخا بعد سكوتي .
اسكت .. اسكت .. اسكووووووووووووووت .
ولقد أصابت هذه الكلمات العبد لله باحتقان في الزور وتضخم في اللوز وأحس ببلل أطرافه من العرق ,
جناب المستشار _ قلت لك أيها الغبي تكلم عن الصأر ؟
العبدلله _ وهل تكلمت عن الحمار ؟!
جناب المستشار _ تكام أيها المغفل عن العادة الإجتماعية .. العادة الاجتماعية .. العادة الاجتماعية الذميمة والتي .... (وأسهبت ) .
وقبل أن تكمل أي كلمة أخرى تبين للعبد لله أن ماتعنيه هذه المرأة هو أن أتكلم عن الأخذ بالثأر .... ولكن لزوم لغة عاّمية استدعتها تنطق حرف الثاء ( صاد ).
وقبل أن تكمل أي كلمه أخرى كنت قد تركت قاعة الامتحان وخرجت وأنا أعيد على ذهني قول نبينا " لن يفلح قوم ولّو أمرهم إمرأة ".
وعندما وقفت أمام الأستاذ صبري كادت عاصفتي أن تنفجر في وجهه وسألته إن كان يستطيع أخذ أوراقي من الممتحنين لأني لا أرضي أن تكتب مثل هذه المرأة على ورقتي( ساقط ) وبعد قليل من المحايلات على الأستاذ صبري لم تتجاوز سوى الثلاث ساعات وافق وبعدها عدنا للمدرسة .
كانت الحصة السابعة الأخيرة , وكانت حصة الأحياء , وقفت أمام الباب
وسألت _ (هل تسمح ليّ بالدخول ؟)
أستاذ الأحياء _ ليس حتى تجيب على سؤالي ؟
العبد لله _ وماهو سؤالك ؟
الأستاذ _ إلى أي شعبة ينتمي الصقر ؟
وكانت الإجابة _ إلى شعبة الإجتماعيات .
